الاثنين، 12 مارس 2012

آثار الصــ’_’ــدق

أثر الصدق في سعادة الفرد :






**************************

للصدق آثار حميدة، وعوائد عديدة، على الفرد وعلى الجماعة، فمن آثار الصدق في سعادة الفرد ما يلي:

1- شرف القدر، وعلو المنزلة: فالإنسان الذي يتحلى بالصدق يشرف قدره، وتعلو منزلته؛ ذلك أن الصدق يدل على حسن السيرة، ونقاء السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل، كما أن الكذب عنوان سفه العقل، وسقوط الهمة، وخبث الطوية. فالصدق حسنة حميدة تنساق بصاحبها إلى الحسنات، كما أن الكذب خصلة سيئة تَنْجَـرُّ بصاحبها إلى السيئات.

فلا يستقيم لأحد سؤدد، ولا تعلو له مكانة، ولا يحرز قبولاً في قلوب الناس ـ إلا إذا وهبه الله لسان صدق.

فإذا ما ابتغى بالكذب منزلةً عليَّـةً ـ فإنما يتبوؤها بين طائفة ضُربت في أدمغتهم الغباوةُ، أو طائفة تُؤْثِرُ اللهو على الجد، ويشغلها الخداع عن النصيحة.

2- طيب العيش: ذلك أن الناس لا يطمئنون إلا إلى معاملة الصادق الأمين، وشأنُهم الانصرافُ عمن ألْفَوه يضع الكلمة في غير مواقعها.

وقد يحرص التاجر أو الصانع على درهم أو دينار يقتنصه بكلمة غير صادقة، فإذا هو يضيع سمعة طيبة، ويخسر ربحاً وافراً.

والناس إذا علموا صدق اللهجة من شخص أكرموه، وأجَلَّوه، وسوَّدوه، وحرصوا على صحبته، وأصاخوا السمع لمقولته، واستناروا برأيه، وأخذوا بنصحه.

ومن هنا تطيب حياته، ويكثر أنسه، وتسعد نفسه. 3- صفاء البال: فصادق اللهجة يصفو باله، ويعينه صدقه على التخلص من المكدرات، وذلك من ناحيتين:

أولاهما: أن مرتكب الرذيلة لا بدّ وأن يحس بوخز في ضميره، ويُسمى هذا: توبيخَ الضمير، والكذب من أفظع الرذائل، فوخزه في الضمير غير يسير.

ومتى سار الإنسان في طريق الصدق، وأقام بينه وبين الكذب حصناً مانعًا ـ عاش في صفاء خاطر، وراحة ضمير، ولم يكن لهذا الوخز النفسي عليه من سبيل.

أخراهما: أن من يلطخ لسانه برجس الكذب لا بد من أن تبدو سريرته، وتنكشف سالفته، فيجر عليه شؤم هذه الرذيلة شقْوَةً إثر شقوة، فلا يلاقي من الناس إلا ازدراءً ومقتاً، وربما رموه بالتوبيخ في وجهه، وأساءوا الأدب في معاملته.

أما صادق اللهجة فيظل موفور الكرامة، آمنًا مما يكدر عليه صفوه.

4- عزة النفس: فالصادق تأبى عليه نفسه الكريمة، ودينه القويم ـ أن يكذب، فيسلم بذلك من تبعات الكذب، وينأى بنفسه عن ذل الاعتذار، والتـماس المسوغات، التي لا بدّ للكاذب أن يقع فيها.

5- الشجاعة والثقة في النفس: فالصدق يكسب الفرد شجاعة وثقة في النفس؛ لأن الكاذب على وجل من أن يُـكْشَفَ أمره، ويتبين كذبه، فتراه ذليلاً، خائفًا، مذعورًا، يحسب كلَّ صحية عليه، وكلَّ مكروه قاصدًا إليه.

أما الصادق فيتحرك بخطى ثابتة، وبثقة عالية؛ فسره كعلانيته، وظلمة ليله مثل ضوء نهاره.

هناك تعليق واحد: