الاثنين، 12 مارس 2012

أخلاق الرسول و الاقتداء بها



أخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم) والاقتداء بها





بسم الله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا .


أبدأ بالشكر الجزيل لصاحبة فكرة المسابقة (في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الأستاذة منى بنت أحمد , وللقائمين لإنجاح هذا العمل (فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله) ، وأسأل الله أن يجعل عملكم هذا خالص لوجهه الكريم ، وينفعكم به - يوم لا ينفع مال ولا بنون - , والشكر والثناء المميز لمن وجهني لأشارك في هذه المسابقة ووجهني للمراجع المطلوبة صديقي ووالدي الحبيب متعه الله بصحة العقل والبدن مع طول العمر.


في مشاركتي هذه سوف أستعرض أخلاق الحبيب عليه الصلاة والسلام مع نقد بعض التصرفات المشاهدة في حياتنا اليومية والتي تدل اما على حبنا أو تقصيرنا في حقه (عليه الصلاة والسلام ) .


       أخلاقة (عليه الصلاة والسلام) :


كان الرسول صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم كما وصفه ربه - تعالى – في القرآن الكريم


 {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4 , وقالت أمنا عائشة  - رضي الله عنها عندما سألوها عنه : كان خلقه القرآن .


فمن صفاته على سبيل المثال لا الحصر:


·  كان عليه الصلاة والسلام أشجع الناس , قال علي : كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم .


·      كان أعدل الناس القريب والبعيد والضعيف والقوي عنده في الحق سواء .


·  كان أعف الناس و أسخى الناس لا يسأل شيئا إلا أعطاه لا يبيت عنده دينار ولا درهم فإن فضل ولم يجد من يعطيه وفجأه الليل لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه لا يأخذ مما أعطاه الله إلا قوته .


·      كان أشد حياء من العذراء في خدرها لا يثبت بصره في وجه أحد .


·  كان أكثر الناس تواضعا يخصف النعل ويرقع الثوب ويخيطه ويخدم في مهنة أهله ويقطع اللحم معهن ويجيب دعوة  الحر والعبد ويقبل الهدايا وإن قلت ويكافئ عليها ويأكلها ولا يأكل الصدقة تستتبعه الأمة والمسكين فيتبعهما حيث دعواه ويحب الفقراء والمساكين ويجالسهم ويؤاكلهم .


·  كان أصدق الناس لهجة  وأوفاهم ذمة  وألينهم عريكة  وأكرمهم عشرة , خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء .


·      كان أرحم الناس يصغي الإناء للهرة فما يرفعه حتى تروى رحمة  لها .


·  كان أشد الناس إكراما لأصحابه واحتراماً لهم لا يمد رجليه بينهم ويوسع عليهم إذا ضاق المجلس ويتفقدهم ويسأل عنهم , من مرض عاده , ومن غاب دعا له , ومن مات استرجع (إنا لله وإنا إليه لراجعون) وأتبع ذلك بالدعاء له , ومن كان يتخوف أن يكون وجد في نفسه شيئا انطلق حتى يأتيه في منزله ليطيب خاطره , ويخرج إلى بساتين أصحابه ويأكل ضيافتهم ولا يطوي بشره عن أحد ولا يدع أحدا يمشي خلفه ويقول خلوا ظهري للملائكة ولا يدع أحدا يمشي وهو راكب حتى يحمله فإن أبى قال تقدمني إلى المكان الذي تريد يخدم من خدمه ما ضرب خادمه ولا امرأة ولا شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله قال أنس خدمته 20 وعشر سنين فما قال لي أف قط ولا قال لشيء فعلته لم فعلت كذا ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز وكان أسكت الناس في غير كبر وأبلغهم في غير تطويل .


·      وكان أكثر الناس تبسما وأحسنهم بشرا لا يهوله شيء من أمور الدنيا .


·  كان يلبس ما وجد من المباح يردف خلفه عبده أو غيره يركب ما أمكن فمرة  فرسا ومرة  بعيرا ومرة  بغلة  ومرة  حمارا يمسح وجه فرسه بطرف كمه أو بطرف ردائه يحب الطيب ويكره الريح الردية ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويستألف أهل الشرف بالبر لهم يصل ذوي رحمه ولا يجفو على أحد يقبل معذرة  المعتذر يمزح ولا يقول إلا حقا جل ضحكه التبسم يرى اللعب المباح فلا ينكره ويسابق أهله لا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه يبدأ من لقيه بالسلام لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك


·      وكان لا يقابل أحدا بما يكره ليس بفاحش ولا مفحش


·  ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولا يحقر فقيرا لفقره ولا يهاب ملكا لملكه يعظم النعمة وإن قلت لا يذم منها شيئا


·      ما عاب طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه


·      وكان يحفظ جاره ويكرم ضيفه وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن قاطع رحم .


·      وكان أكثر جلوسه مستقبل القبلة .


·      وكان يكثر الذكر يستغفر في المجلس الواحد مائة  مرة  .


·  وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع ويبيت هو وأهله الليالي طاوين ولم يشبع من خبز بر ثلاثا تباعا حتى لقي الله - عز وجل - إيثارا على نفسه لا فقرا ولا بخلا .


·      وكان لا يأكل متكئا ولا على مائدة  وفراشه من أدم حشوه ليف .


·  وكانت معاتبته تعريضا ويأمر بالرفق وينهى عن العنف ويحث على العفو والصفح ومكارم الأخلاق مجلسه مجلس علم وحياء وعفاف وأمانة  وصيانة  وصبر وسكينة  لا يرفع فيه الأصوات ولا تذكر فيه النساء .


·      يوقر الكبار ويرحم الصغار ويؤثرون المحتاج ويحفظون الغريب .


وقد جمع الله له (صلى الله عليه وسلم) كمال الأخلاق ومحاسن الشيم والسياسة التامة وآتاه علم الأولين والآخرين وما فيه النجاة  والفوز في الآخرة والغبطة  والخلاص في الدنيا واختاره على جميع العالمين.





هذه أيها القارئ الكريم بعض صفات الحبيب (صلى الله عليه وسلم) , وإذا طرحنا سؤالا : هل تحبونه ؟ من المؤكد ستقولون نعم !


إذاً هل أنتم متمسكين بهذه الأخلاق مجتهدين للتمسك بها ؟ أم حبا باللسان .


إن من علامات المحبة تقليد المحب لحبيبه واستحسان صفاته وخلقه والسير على نهجه , فنكون شجعان في الحق وعدم قول الزور ونساعد الضعيف ونغيث الملهوف لا نغش في البيع ولا في الشراء ونتواضع لا أن نشمخ بأنوفنا لمال أكتسبناه أو منصب حصلنا عليه أو درجة علمية كبيرة أرتقينا لها فككل هذا وزيادة من دون التواضع ليست بشيء , كماعلينا أن نكون متعاونين في منازلنا , فالزوج يكون محبا ومعينا لزوجته في أمور البيت وتربية الأبناء لا أن يكون متأففاً متخلياً .


ونكون محافظين على بيئتنا الاجتماعية والجمالية , نعامل الناس بالحسنى .


 ونشاهد في زمننا شيء من العجب (أجارنا الله وإياكم)  إذ نرى بعض الشباب والشابات من يقلد الممثلين والممثلات والمشهورين من المغنيين والمغنيات في لبسهم وطريقة الكلام والحركة ويتحدثوا عنهم بشغف وإعجاب شديد , وليتهم يعلموا أن المرء يحشر مع من يحب جعلني الله وإياكم ممن يحشر مع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .


كذلك نجد من يكذب أو يخلف الموعد وينتقص من أصحاب المهن ويسيء لجاره وغير ذلك من الصفات المخالفة عن الفطرة والمخالفة عن ما أمرنا به الحبيب عليه الصلاة والسلام , وفي نهاية المطاف يدعي أنه يحب الرسول عليه الصلاة والسلام .


إن المحب الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم هو من يقتدي به في أقواله وأفعاله .


هدانا الله جميعاً للمحبة الحقيقية .



هناك تعليق واحد:

  1. عليه افضل الصلاة والسلام, ربي احشرني مع نبيك حبيبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم اجمعني ووالديي واخواني واخواتي والمسلمين والمسلمات بالفردوس الأعلى واكرمنا بلذة النظر الى وجهك الكريم ومصاحبة خير الأنبياء وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

    ردحذف